الجماهير المغربية

إنتهت وأخيرا بطولة المغرب الهاوي بخيرها وشرها ، تفرقت الجموع وعقدت الجموع وجار حاليا حساب المجموع ، نعم حان وقت المحاسبة وإعطاء لي كل ذي حق حقه ووضع تقرير شامل حول كل ما مر من البطولة من شوائب واختلالات عسى ان نعرف مصدر الداء للبحث - على الاقل افتراضيا - عن الدواء .

جـــــمــــاهــــــير

إخترت في بداية المحاسبة او حلقتها الاولى التحدث عن نفسي وعن صديقي وعن قارئ موضوعي المتواضع هذا ، إخترت الجمهور لانه كان ولازال نقطة الضوء الوحيدة في ملاعبنا الصلعاء التي تم تغطيتها بشعر مستعار حتى تبدو على التلفاز بأبها حلة ، جماهير حركت الكثير من الاقلام وأسالت الكثير من المداد وسرقت كل الاضواء ، جماهير مهما كان منظور المناقش في حالتها إيجابيا او سلبيا فقد حازت كل الاهتمام .

تمـر السنـوات على اكتساح فكر الالطرى لعقـليات المغاربة ومع كل سنة تخطف الاضواء حتى اصبح شغل المتفرج الشاغل تلك المجموعات التشجيعية التي لا تملك شيئا غير حب الفريق والخـوف على مصلحته ، إنها الجماهير ، العنصر الثابت الوحيد في المنظـومة الكروية لاي بلد ولأي فـريق ، فالرئيس راحل ، والمدرب مع أي عرض مغر مغادر ، واللاعـب نحو أفق أفضل باحث ولو كان عند الذ الاعداء ، فسقيم الرجاوي في الوداد ومصباح الودادي في الرجاء وروماو درب الوداد لينتقل الى الرجاء ، لكن .. عندما ترى رجاويا غير المكانة بفريميجة او وداديا التحق بأفواج المكانيست فتلك هي قمة الارتـداد الكروي التي يجب فيها في أغلب الاحيان تطبـيق الحـد الرياضي وفي الحدود قصاص .

من هنا يتجلى بوضوح مدى تبات هذا العنصر الحـيوي الذي لم نـتأكد من دوره الا بعد استمتاعنا بقرارات لجنة التأديب التابعة للمجموعة الوطـنية التي ابعدت هذه الجمـاهير عن اهم لقاءات الدوري المغربي وبالتالي جعلت من هذه المباريات اشبه بلقاءات الفروسـية او الغولف ، انها الجماهير التي استهلت الموسم بالطرد واختتمته بمذكرات بحث توضع بجنب لوائح المطلوبين الارهابـيين ليصبح ابناء عبد الواحد كلهم واحد ، هكذا هـو حال الجماهير المـغربية التي فكرت يوما ببذل الغالي والنفيس في سبيل الفريق الذي لم يعطهم شيئا ماديا ، بل تسبب في الهدر المدرسي للعديد من المراهـقين الذين تخلوا عن الدراسة حتى لا تعيق رحلاتهم نحو مختلف المدن المغربية لتشجيع انديتهم المفضلة ومنهم من لا يجد حتى لقـمة العيش ليجد في نهاية الموسم انه قد صرف ازيد من اربعة آلاف درهم تبخرت مع حرارة نهاية الموسم ، نعم فبعملية حسابية بسيـطة بالنسبة للذين حضروا الثلاتين مباراة لانديتهم ، النصف داخل الميدان بمعدل 50 درهـم لكل لقاء اي 750 درهم بالميـدان و ثلات آلاف درهم خارج الميدان بمعدل 200 درهم عن كل اللقاء مادامت هناك مدن يتطلب التنقل اليها أكثر من المعدل بعض الشيء ، "4000 درهم شكون عطاها ليه مسكين من هادوك".

لكن للاسف ستظل الارقام ارقاما مادام في التسيير الكروي للبلاد رجال لايملكون سوى اقـلام يجرون بها الخطوط للامـضاء على عقوبات تمنع هذا وتسمح لهذا عسى ان يتفوق هذا على هذا ويتأثر هذا بغياب هذا ، هذا هو النظام والداخل الى هذه المعمعة مفقود والخارج منها بدون عقوبات مولود ، وحتى لا نكون أكثر تعصب فلابد للاشارة الى ان الجماهير فيها وفيها وكاين غير لي زايد عليها ، نعم أصحاب العباسـية والعقول الهوليكانزية ، لا يظهرون الا عندما تستقبل الاندية يتأبطون الاحجار والقنينات ينتظرون هفوة حكم او غلطة حارس او استـفزاز لاعـب ليفرغوا مكبوتاتهم ، والنتيجة توقيف كلي للـبقية لأن المـثل المغربي يقول "حوتة وحدة تخنز الشواري " أهكذا يكون العقاب ؟ لو كان هذا العقاب مجديا لخرج كل المغاربة من المـدارس علماء وليس اكثر من %50 أمـيون لان هذا هو النظـام الذي نشأنا عليه ، نعم أن نعاقـب جميعا بما فعله احدنا ، نظـام

عندما تتحدث عن التشجيع فإنك تتحدث عن فن ، وحينما تتحدث عن الجماهير المغربية فإنك تتحدث عن نجوم - على الاقل عربيا وافريقيا - فهل يعقل ان يكون جزاء العمل بهذا الشكل ، ربما كان من الاجدر التقرب منها أكثر حتى تتجنب توراتها ولم لا تحميلها المسؤولية حتى تعرف هي الاخرى مالها وما عليها ، كان من الاجدر ادماجها في قرارات الاندية مادمنا في بطولة هاوية تعتبر فيها الاندية ملكا للمحبيها ، اليس من الافضل دمج ممثلين عن هذه الجماهير داخل المكتب او حتى تكوين مجلس للمنخرطين اقرب للمكاتب المسيرة يتم استشارتها ولو على السبيل المجاملة قبل اتخاد القرارات المؤثرة حتى تعتبر الجماهير نفسها مسؤولة عن الاختيار من خلال ممثليها وتكون حدة الاحتجاج اقل .

نتمنى مغربا متطورا ، نتمنى منتخبا ينافس على كأس العالم ، نتمنى ان يكون افضل لاعب في العالم مغربيا ، نتمنى ان يكون للجماهير صوت ، نتمنى للجامعة موت ... أضغات أحلام[quote] hiho-zozo@hotmail.fr